ببساطة، الإيمان هو إيمان قوي أو قناعة روحية. ومع ذلك، فإن تعريفه الدقيق يختلف من تقليد إلى آخر في جميع أنحاء العالم. يهتم الإيمان والروحانية معًا بالعديد من الطرق التي نفهم بها العالم ونفهم مكاننا فيه من خلال المعتقدات والقيم والتعبيرات والطقوس.
قدمت طرق الحرير التاريخية سياقات متعددة للبشر للتفاعل والترابط والعيش معًا لفترات زمنية قصيرة وطويلة الامد. كانت المدن الرئيسية التي نشأت على طول طرق الحرير، محاور أساسية جسدت فكرة "العيش المشترك". في المدن مثلاًً، لن تجد التجار والمسافرين فحسب، بل ستجد أيضًا مجتمعات كاملة من السكان المستقرين القادمين من المدن المختلفة على طول هذه الطرق يعيشون معًا. من شيان في الصين إلى سمرقند في أوزبكستان، ومن دلهي في الهند إلى اسطنبول في تركيا، ومن جدة في المملكة العربية السعودية إلى البندقية في إيطاليا، عمرت تلك المدن بالموانئ والأسواق التي تتخلل طرق التجارة وأعطتها فرصة النمو والتطور. بعد السفر لأسابيع متتالية عبر الصحاري والبحار غير المضيافة، أتاحت تلك المدن فرصة للمسافرين للراحة والبيع والشراء، علاوة على ذلك، فرصة للتواصل ولقاء المسافرين الآخرين، والتبادل الذي لم يقتصر فقط على السلع المادية ولكن أيضًا على المهارات والعادات واللغات والأفكار. بهذه الطريقة، ومع مرور الوقت، اجتذبت العديد تلك المدن على طول طرق الحرير التاريخية العلماء والفلاسفة وعلماء الدين والفنانين والحرفيين، وبالتالي أصبحت مراكز كبرى للتبادل الفكري والثقافي لتشكل اللبنات الأساسية للحضارات.
اليوم، تعد المجتمعات الحديثة متعددة الثقافات التي تستضيف مجتمعات عرقية ودينية متنوعة شهادة حية على إرث طرق الحرير الغني بالتفاعل المتناغم والسلمي ومبدأ العيش المشترك.